رسالة من ..
كتبت لي صديقة من بلاد العالم الأول ( المتطور ) وضمن رسالة إلكترونية جماعية تخبرنا بها عن تجربة جديدة بحياتها ..
أعزائي
أنا هنا الآن منذ شهر وعشرين يوماً.
عندما نعد الأيام فأنت إما سعيد وإما .. البداية تنبئ بخير . الأوضاع صعبة ولكنها في تحسن .. لمن لا يعرف فأنا أكمل دراستي في .. ( الإسم يبدو في الحقيقة أكثر من متعة )
بحروف كبيرة عبرت عن شعورها تجاه المكان.
إن الزيارة لهذه المدينة كانت شيئاً ممتعاً ولكن الحياة هنا شيء مختلف تماماً .. منذ وصلت والجامعة تعاني من إضراب أدى إلى إلغاء الكثير من الصفوف لسنة كاملة ( كنت بحاجة أن آخذ واحداُ منها )
عادي .. حدث ديمقراطي
أما أن تجد مسكناً فهو كابوس بحد ذاته، سأوفر عليكم التفاصيل ولكن إيجاد مكان نظيف آمن بسعر معتدل وساحة معقولة تجعلك لا تتخبط بين الجدران كيفما تحركت لهو شيء فائق الرفاهية وسط المدينة.
لا تعليق
وأن تفتح حساباً بنكياً فهو الشيء الخارق للطبيعة بالتأكيد .. فبعد ثلاثة أسابيع من تقديم الطلب زرت خلالها البنك عدة مرات للمراجعة وكان الرد خلالها أن الأوراق ليست جاهزة بعد … ذهبت أخيراُ في اليوم الموعود لجهوز الأوراق ولكن المفاجئة كانت .. لقد أضاعوهم.
بعد أخذ ورد في مطالبة المدير لقد كنا مشغولين جداً بفتح آلاف الحسابات نحن نعتذر .. كنت من الخمسة بالمئة غير المحظوظين الذين تضيع أوراقهم .. هذه الأشياء تحدث أليس كذلك
تسمرت .. نعم تحدث ولكن ليست هنا في البلاد .. وعلى فكرة .. لتحصل على مكان للسكن أنت بحاجة إلى حساب بنكي وللحصول على حساب بنكي أنت بحاجة إلى عنوان سكني ثابت .. السؤال الدجاجة أم البيضة ؟
بالنسبة لسيدنا نوح فقد أخذ الدجاجة معه في الفلك أما هذه الحالة فالوضع أصعب. ناهيكم عن الطقس العجيب وتجربة ساعات الزحام حيث الناس تتنفس زفير بعضها البعض داخل قطار الأنبوب يقرأون أي شيء بإنتظار المحطة القادمة
هنا حدث شيء مبهج القراءة .. هذا دليل حضارة إذا أردنا الإنصاف طبعاً.
الصفوف جيدة ولكنني سأبدو متطفلة لو قلت أنني ضعيقة أشتاق وأقدر جامعتي في بلدي.
أعلم أن الأمر يبدو وكأنني في بوركينا فاسو ولكنني في حالة صدمة ليس لأن هذه الأشياء تحدث ولكن لأنهم ينعتوننا بالبلدان النامية ( العالم الثالث ) (الغير متطورة) خدماتنا فقيرة.
صديقتي لم تنه رسالتها هنا.
بل حدثتنا عن تجربة الحياة المستغلة وكم هي مثيرة كأن حرق المبنى هي تحاول الطبخ وكارثة غسل الملابس وكيف أن الحياة الإجتماعية والثقافية مليئة بما هو جديد وإبداعي في المسارح دون السينما وعن مقابلتها العديد من الناس في الجامعة كيف أنها بدأت تصبح أفضل في تقبل الأشياء أما أنا فسأنهي رسالتي لكم هنا.
بالمناسبة هل عرفتم المدينة التي كانت تتحدث عنها صديقتي؟ ببساطة ( لندن )
** نشر في الدستور الثلاثاء بتاريخ 16 كانون الأول 2003