Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 20 جانفي, 2004

حديث الكوكب


أثناء لعبة ( النطنطة ) بين القنوات التي أمارسها كلما أحسست برغبة لمعرفة آخر الإبداعات العربية في مجال البرمجة لا أتوقف إلا قسرياً عندما … هذه المرة أمام برنامج من إنتاج غير عربي على محطة عربية

مجموعتان من الشباب – الشابات يتبادلون الحديث عبر الأٌقمار الصناعية، مجموعة منهم من نيويورك من أصول مختلفة، آسيوية، إفريقية وأوروبية ومجموعة أخرى في جنوب إفريقيا أيضاً من أصول وألوان مختلفة وإليكم أعزائي بعض ما دار من حوار …

أحد الشباب على الجانب الإفريقي كان ينتقد السياسة الأمريكية في العالم والحرب الأخيرة في الشرق الأوسط … وكان يلقي باللوم على الشباب في أميركا ..لعدم تحركهم لتغيير هذه السياسات التي أدت برأيه إلى الحادي عشر من سبتمبر وأخذ العالم مواقف عدائية      ضد أميركا .. ثم وبعد التصويت في أستوديو نيويورك بالإجماع ضد الحرب كان رد أحد الشباب هناك أنه يعتقد بصواب ما يقوله وأنه قبل سقوط البرجين كان لا يكترث ولا يعرف أي شيء يجري خارج محيطه الضيق جداً ولكن بعد أن هزته هذه الحادثة قال  I get upوبدأت أسال وأقرأ لأعرف ما الذي يجري حولي عن العرب والإسلام والحضارات الأخرى .. من هؤلاء الذين أتوا من الشرق الأوسط ليقلبوا عالمي لا بد وأنني فعلت جرماُ كبيراً في حقهم حتى وصل بهم الحد للتفكير في إيذائي وأبناء بلدي هنا في عقر دارنا!!

  طبعاً أكملت الإصغاء للحديث الجريء والواضح والذي يحمل واقع ما يحسه ويراه جيل متفتح لديه رؤية واضحة عن حقوقه وواجباته له مطلق الحرية في أن يمس إنسانيته بعيداً عن عنصرية دينية أو عرقية ..

إحدى الشابات من أصل آسيوي في أستوديو نيويورك قالت أنها تشعر بالأسف والخزي لما تقوم به إدارة الحكم في أميركا تجاه الأمم الأخرى ووجهت إنتقاداً مباشراً وحاد اللهجة إلى الرئيس بوش وإدارته، أثنى عليه زملاؤها

وقالت أنها ومن خلال الجامعة مع مجموعة من الزملاء ينظمون جلسات لبحث تأثير سياسة هذه الإدارة على مستقبلهم ومستقبل وطنهم مع إقتراب الإنتخابات

  ثم قارنت أنا هذا مع ما حدث في إحدى الجامعات الأردنية عند طلب إلغاء حفل لتفعيل نادي الصحافة والإعلام لأنه تضمن مسابقات وأسئلة إعتقدها المسؤولون سياسية مثل .. ( ما إسم الصحفيين الأردنيين الذين إستشهدوا في العراق ؟ ) ..!! ( تنهيده .. ولله في خلقه شؤون )

طبعاً كان الحديث مشوقاً وذا شجون عندما بدأ الشباب في جنوب إفريقيا بإنتقاد رئيسهم لأنه يملك طائرة خاصة من نوع … التي يقدر ثمنها بملايين وبينما رد أحد الشباب في نيويورك أنهم أيضاً في أميركا أهدوا الرئيس Air force one  من نفس النوع بأموال دافعي الضرائب … بدأ الضحك المتبادل بين الطرفين وردت جنوب أفريقيا بأنه لا بأس أن أميركا أرادت شراء مثل هذه الرفاهية لرئيسها ولكن جنوب أفريقيا بكل معاناتها ومعاناة شعبها لا تحتاج لأن ترفه عن رأس دولتها بهذا البذخ …

       تعالوا وشوفوا اللي بيصير في هذا الجزء من العالم …

  من أطرف وأقوى التعليقات كانت لأحد الشباب من جنوب أفريقيا عندما علق على موضوع المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لبلده وكيف أن هذه المساعدات في طريقها للإختفاء وأنهم في معظم الأحيان يقدمونها في يد ويأخذونها في اليد الأخرى … قاطعه أحد الشباب في نيويورك .. ولماذا تعتقد أن أميركا يجب أن تعطيكم هذه المساعدات؟ هل نحن مجبرون على تحسين إقتصادكم؟ كان رد الشاب على الجهة الأخرى .. نعم أنتم مجبرون لأن الجهة التي كانت مستفيدة أولاُ وأخيراُ أيام القتال العنصري في جنوب أفريقيا هي الولايات المتحدة … ببيعها الأسلحة لتغذية القتال بين الأطراف، لقد جنيتم أموالاً طائلة وهذا أقل ما يمكنكم عمله للتكفير عن دوركم في قتل الآلاف من أبناء شعبنا ..

       طبعاً لم يكن هناك مجال للتعليق –

البرنامج بقي لمدة ساعة تقريباً … تبادل الآراء والخبرات وإبداء الرأي بشجاعة وحرية بهدف تقريب الأنفس وإزالة الحواجز والتعريف بالثقافات المختلفة … كان جميلاً أننا نعرض هذه البرامج لكن هل نفكر في إنتاجها ؟

وإن نحن أنتجناها أي نوع من الإعلام سيسمح بإنتقاد الذات أو الغير من أشقاء وأصدقاء؟ بهذه الحرية وهذا الوضوح

حديث الكواكب أو  Planet Chat تجربة إعلامية إستثنائية نتمنى أن نرى شيئاً يشبهها في إعلامنا الوطني والعربي

 

Read Full Post »

حديث الكوكب


أثناء لعبة ( النطنطة ) بين القنوات التي أمارسها كلما أحسست برغبة لمعرفة آخر الإبداعات العربية في مجال البرمجة لا أتوقف إلا قسرياً عندما … هذه المرة أمام برنامج من إنتاج غير عربي على محطة عربية

مجموعتان من الشباب – الشابات يتبادلون الحديث عبر الأٌقمار الصناعية، مجموعة منهم من نيويورك من أصول مختلفة، آسيوية، إفريقية وأوروبية ومجموعة أخرى في جنوب إفريقيا أيضاً من أصول وألوان مختلفة وإليكم أعزائي بعض ما دار من حوار …

أحد الشباب على الجانب الإفريقي كان ينتقد السياسة الأمريكية في العالم والحرب الأخيرة في الشرق الأوسط … وكان يلقي باللوم على الشباب في أميركا ..لعدم تحركهم لتغيير هذه السياسات التي أدت برأيه إلى الحادي عشر من سبتمبر وأخذ العالم مواقف عدائية      ضد أميركا .. ثم وبعد التصويت في أستوديو نيويورك بالإجماع ضد الحرب كان رد أحد الشباب هناك أنه يعتقد بصواب ما يقوله وأنه قبل سقوط البرجين كان لا يكترث ولا يعرف أي شيء يجري خارج محيطه الضيق جداً ولكن بعد أن هزته هذه الحادثة قال  I get upوبدأت أسال وأقرأ لأعرف ما الذي يجري حولي عن العرب والإسلام والحضارات الأخرى .. من هؤلاء الذين أتوا من الشرق الأوسط ليقلبوا عالمي لا بد وأنني فعلت جرماُ كبيراً في حقهم حتى وصل بهم الحد للتفكير في إيذائي وأبناء بلدي هنا في عقر دارنا!!

  طبعاً أكملت الإصغاء للحديث الجريء والواضح والذي يحمل واقع ما يحسه ويراه جيل متفتح لديه رؤية واضحة عن حقوقه وواجباته له مطلق الحرية في أن يمس إنسانيته بعيداً عن عنصرية دينية أو عرقية ..

إحدى الشابات من أصل آسيوي في أستوديو نيويورك قالت أنها تشعر بالأسف والخزي لما تقوم به إدارة الحكم في أميركا تجاه الأمم الأخرى ووجهت إنتقاداً مباشراً وحاد اللهجة إلى الرئيس بوش وإدارته، أثنى عليه زملاؤها

وقالت أنها ومن خلال الجامعة مع مجموعة من الزملاء ينظمون جلسات لبحث تأثير سياسة هذه الإدارة على مستقبلهم ومستقبل وطنهم مع إقتراب الإنتخابات

  ثم قارنت أنا هذا مع ما حدث في إحدى الجامعات الأردنية عند طلب إلغاء حفل لتفعيل نادي الصحافة والإعلام لأنه تضمن مسابقات وأسئلة إعتقدها المسؤولون سياسية مثل .. ( ما إسم الصحفيين الأردنيين الذين إستشهدوا في العراق ؟ ) ..!! ( تنهيده .. ولله في خلقه شؤون )

طبعاً كان الحديث مشوقاً وذا شجون عندما بدأ الشباب في جنوب إفريقيا بإنتقاد رئيسهم لأنه يملك طائرة خاصة من نوع … التي يقدر ثمنها بملايين وبينما رد أحد الشباب في نيويورك أنهم أيضاً في أميركا أهدوا الرئيس Air force one  من نفس النوع بأموال دافعي الضرائب … بدأ الضحك المتبادل بين الطرفين وردت جنوب أفريقيا بأنه لا بأس أن أميركا أرادت شراء مثل هذه الرفاهية لرئيسها ولكن جنوب أفريقيا بكل معاناتها ومعاناة شعبها لا تحتاج لأن ترفه عن رأس دولتها بهذا البذخ …

       تعالوا وشوفوا اللي بيصير في هذا الجزء من العالم …

  من أطرف وأقوى التعليقات كانت لأحد الشباب من جنوب أفريقيا عندما علق على موضوع المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لبلده وكيف أن هذه المساعدات في طريقها للإختفاء وأنهم في معظم الأحيان يقدمونها في يد ويأخذونها في اليد الأخرى … قاطعه أحد الشباب في نيويورك .. ولماذا تعتقد أن أميركا يجب أن تعطيكم هذه المساعدات؟ هل نحن مجبرون على تحسين إقتصادكم؟ كان رد الشاب على الجهة الأخرى .. نعم أنتم مجبرون لأن الجهة التي كانت مستفيدة أولاُ وأخيراُ أيام القتال العنصري في جنوب أفريقيا هي الولايات المتحدة … ببيعها الأسلحة لتغذية القتال بين الأطراف، لقد جنيتم أموالاً طائلة وهذا أقل ما يمكنكم عمله للتكفير عن دوركم في قتل الآلاف من أبناء شعبنا ..

       طبعاً لم يكن هناك مجال للتعليق –

البرنامج بقي لمدة ساعة تقريباً … تبادل الآراء والخبرات وإبداء الرأي بشجاعة وحرية بهدف تقريب الأنفس وإزالة الحواجز والتعريف بالثقافات المختلفة … كان جميلاً أننا نعرض هذه البرامج لكن هل نفكر في إنتاجها ؟

وإن نحن أنتجناها أي نوع من الإعلام سيسمح بإنتقاد الذات أو الغير من أشقاء وأصدقاء؟ بهذه الحرية وهذا الوضوح

حديث الكواكب أو  Planet Chat تجربة إعلامية إستثنائية نتمنى أن نرى شيئاً يشبهها في إعلامنا الوطني والعربي

Read Full Post »